برج بابل سفر التكوين الاصحاح 11
سفر التكوين الاصحاح 11 / 1 - 9 يذكر ان الناس في ذلك الوقت كانوا يتكلمون لغة واحدة فيما بينهم وكلاما واحدة ويفهمون التحدث والمناقشة والعمل والزيارات وكما يقال انهم كانوا شعب واحد وبلد واحد فهؤلاء الناس كانوا يعيشون في بلاد المشرق عندما رحلوا منها وجاءوا الى منطقة ومثل ما نقول ان هذه الارض عجبتهم وارادوا العيش فيها والسكن والبناء والعمل والى اشياء اخرى من متطلبات الحياة هذه الارض كان اسمها شنعار الارض كانت تابعة الى احد الجبابرة اسمه نمرود وابوه كوش وجده حام هذا الجبار نمرود كان صيادا وجبارا امام الرب الاله فبنى عدة مملكات منها بابل و ارك واكد وكنلة في ارض او سهلا شنعار كما ورد في سفر التكوين الاصحاح 10 / 8 - 10 اما في سفر اشعيا الاصحاح 11 / 11 يذكر ايضا اسم مدينة شنعار تقول الاية وفي ذلك اليوم يعود السيد اي الرب الاله فيمد يده ثانية ليفتدي بقية شعبه اي شعب اسرائيل الذين تشتتوا في بقاع المدن اشور و ومصر وفتروس وكوش وعيلام وشنعار وحماة وجزر البحر هذه المدن في وقتنا الحاضر هي كوش الحبشة وعيلام بلاد فارس وفتروس في صعيد مصر وشنعار بلاد بابل ومدينة حماة السورية واما جزر البحر فانها تدل على بلاد اليونان .
شنعار التي ذكرناها الناس اتوا اليها من اماكن اخرى طبعا هنا لا يذكر شيء سوى بناء البرج ولكن اذا فكر كل واحد منا ان الذين سكنوا في هذه الارض بنوا بيوتا بدائية في ذلك الوقت من طين ولم تكن بيوت كما هو الان في وقتنا الحاضر وكانت الحياة عادية بدائية جدا وكانوا كلهم يد ولغة وكلام واحد لا فرق بينهم لكن بعد ان استراحوا من كل شيء قصدي من بناء واحتمال كان يوجد فلاحة وزراعة والى اخر الاشياء من مطلبات الحياة اليومية فكروا بعض من الاشخاص الذين كانوا يعيشون في مدينة شنعار بان يبنون برج يصل راسه الى السماء اي امكانهم يبنون برج عالي جدا هذا بمعنى ان هؤلاء الاشخاص او الاكثرية منهم لا يدرون او لا يعرفون ماذا يفعلون لان لهم وقت فراغ في يومهم او في حياتهم وهذا ينطبق علينا في هذا الزمان انه يوجد وقت فراغ كثير ولا ندري ماذا نعمل والسبب هو اننا بعدين عن الله بعدين عن الكتاب المقدس فتجدنا لدينا وقت فراغ كثير جدا فهؤلاء الاشخاص بسبب عندهم وقت فراغ فكروا بان يتكلون على انفسهم بدون الله خالقهم ويوجد في زماننا كثير من هؤلاء الناس يريدون ان يعتمدون على انفسهم بدون مساعدة الله باعمالهم ومبتكراتهم وصناعتهم وعلمهم وبدون الاتكال على الله وكانه انهم لم يخلقهم احد وليس لهم اي اله فقط هدفهم هو ان يتركا الله الخالق فاتفقوا فيما بينهم على بناء شامخ جدا وعالي الى ما لا نهاية وتصورا في انفسهم انهم بعملهم هذا ان يصلوا الى الله ومشاهدته كان تفكيرهم بالفعل خاطئ جدا وتصورا وفكروا في انفسهم انهم يبقون في هذه المدينة الى ما لا نهاية ويكونون شعب واحد ويتكلمون لغة واحدة ولم يتمكن احدا ان يقضي عليهم ويغلبهم ويشتتهم انظروا الى تكبر الانسان في ذلك الوقت ايضا في زماننا في كثير من الناس يتصورون هم احسن من الاخرين لكن الله كان لهم بالمرصاد فلما راى انهم عازمون على انجاز عملهم هذا الى ما لا نهاية فكر الله ان هذا الشعب الواحد واللغة الواحدة التي يتكلمون بها لا يتوقفون على عمل اذي في فكرهم واحتمال قوي انهم يعملون اشياء اخرى تقف ضد ارادة الله فماذا فعل الرب اله ضربهم ضربة واحدة كلهم وعلى لسانهم بان جعل كل واحد منهم يتكلم لغته الخاصة ولا يفهم احد على الشخص الاخر ماذا يتكلم وما هي اللغة التي يتكلم بها بمعنى صاروا مشتتين في الارض كلها وتوقفوا عن تكملة بناء البرج الشامخ وتفرقوا كلهم وكل واحد ذهب الى الجهة التي اتجه اليها لذلك سميت بابل لان الرب الاله بلبل السنة الناس ولغتهم فتكونت شعوب وامم وقبائل وانتشرت في جميع الارض كلها كما هو الحال الان كل بلد يتكلم بلغته الخاصة به لكن في ذلك الوقت السابق كلنا نعرف انه كان لا يوجد مترجمين والحمد لله الان يوجد مترجمين بكل اللغات ويتمكن الانسان مع الانسان الاخر التفاهم فيما بينهم فهذا البرج الذي قرر بعض الاشخاص في ذلك الوقت بناءه هو عبارة عن برج عالي احتمال كان ارتفاعه اكثر من مئة متر حتى يكون المركز الرئيسي في ذلك المدينة وكما هو الحال الان يوجد كثير من الابراج في العالم وكثير من بنايات عالية مثلا في امريكا وتسمى بناطحات السحاب اي البناية مرتفعة اعلى من السحب الموجودة في السماء فهؤلاء الاشخاص المصممين على انجاز هذا البرج ارادوا ان يعملوا انجازا وعملا لهم شخصيا لنفسهم وليس لله كثير منا يتباها بنفسه ويبني انجاز وفخر وتذكارا بشراء سيارة فاخرة او بيت فاخر او ملابس غالية وفاخرة لكي يراه الناس فيفتخرون به ويمدحه الاخرين وبمعنى اخر ان رواية بناء برج بابل وبسببه تشتت الشعوب هو عقاب من الله بسبب خطيئتهم الجماعية كما حصل عندما اخطئ ادم وحواء وعصى امر الله ولكن هذه الشعوب التي تشتت بسبب برج بابل تتحد بالمسيح المخلص في معجزة نزول الروح القدس على التلاميذ فيتكلمون بعدة لغات كما هو الحال في رواية برج بابل فالمسيح اذن يموت عن الامة كما تنبا عظيم الكهنة لا بل يجمع شمل ابناء الله المشتتين كما جاء في انجيل يوحنا الاصحاح 11 / 52 اذن العبرة من هذه القصة هو ان لا نبني انجاز او فخر لانفسنا بل ان ننجز عمل لله وان نفتخر بالله لا ان نتباها امام الناس ونتكبر على الله والناس وكما قال له المجد ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟ وماذا يعطي الانسان بدلا لنفسه والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز
المانيا ميونخ